طرابلس تختنق بالفوضى: انهيار أمني وهيمنة ميليشيات
تمرّ العاصمة الليبية طرابلس بأسوأ مراحلها الأمنية منذ سنوات، وسط انهيار كامل لمنظومة الدولة، وتحوّل الشوارع إلى ساحات قتال بين جماعات مسلحة تتنازع السيطرة، غير عابئة بحياة المدنيين أو بالقانون.
في آخر 24 ساعة فقط، سقط أكثر من 240 مدنيًا بين قتيل وجريح نتيجة الاشتباكات العنيفة وتبادل إطلاق النار في عدة أحياء سكنية، ما يؤكد أن العاصمة باتت مسرحًا مفتوحًا للفوضى وسفك الدماء.
الدبيبة خارج المعادلة.. وميليشيات مصراتة تحكم
في ظل هذه الفوضى، فقد رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة السيطرة الفعلية على مفاصل الدولة، وتراجع دوره إلى مجرد واجهة سياسية، بينما تصاعد نفوذ الميليشيات القادمة من مدينة مصراتة، والتي باتت تمسك بالعاصمة بقوة السلاح لا بشرعية القانون.
أصبحت هذه الجماعات المسلحة هي من تُقرر من يعيش ومن يُقتل، في مشهد عبثي يقوّض مفهوم الدولة، ويُرسخ صورة طرابلس كـ"عاصمة للموت والفوضى".
بات واضحًا أن الميليشيات المسلحة في طرابلس، وعلى رأسها الفصائل المنتمية لمصراتة، تشكل السلطة الفعلية فوق مؤسسات الدولة الرسمية، وتفرض واقعًا بالقوة، مع تغييب متعمد لأي مسار قانوني أو مؤسسي.
هذا الوضع يُسقط ما تبقى من هيبة الدولة، ويؤسس لحكم ميليشياوي قائم على الولاءات والمصالح الضيقة.
الفوضى المستشرية في طرابلس خلقت بيئة مثالية لتكاثر الميليشيات المتطرفة، التي تستغل غياب الدولة لتعزيز حضورها وتجذير فكرها، ما يُنذر بعواقب كارثية ليس فقط على العاصمة، بل على ليبيا بأكملها.
الجيش الوطني.. الأمل الأخير
في هذا السياق، تدخل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بات ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل، ليس فقط لإنهاء سطوة الميليشيات، بل لإعادة الأمن والاستقرار وحماية أرواح المدنيين.
تدخل الجيش لا يُمثل انقلابًا على السلطة، بل هو الخيار الوحيد المتبقي أمام حكومة الدبيبة نفسها، إن كانت جادة في وقف الانهيار الأمني واستعادة العاصمة من قبضة الفوضى.
إن استمرار الصمت أمام ما يحدث في طرابلس هو موافقة ضمنية على انهيار الدولة وتحويل العاصمة إلى ساحة نفوذ ميليشياوي. الشعب الليبي يستحق عاصمة آمنة، لا أن يُترك رهينة لسلاح غير شرعي.
طرابلس تنهار.. 240 ضحية في يوم واحد، والميليشيات تحكم بالسلاح.
ردحذفالجيش الوطني هو الأمل الأخير لإنقاذ العاصمة.