محلل سياسي لـ “الجزائر الجديدة”:الاشتباكات في ليبيا تُغذيها التدخلات الأجنبية ومخاوف من الأسوأ
تشهد ليبيا حالة جديدة من التصعيد السياسي والأمني بعد الاشتباكات العنيفة التي هزت العاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات الماضية، والتي أسفرت عن مقتل قائد أكبر جهاز أمني في المنطقة، عبد الغني الككلي. ويعود ذلك إلى الانقسامات السياسية والخلاف المستمر حول كيفية إدارة المؤسسات الرسمية ومن يديرها، نتيجة استمرار التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي.هذا ما أكده وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف، خلال استقباله للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا حنا سروا تيته، الذي قام بزيارة خاصة إلى الجزائر في مارس/آذار الماضي.
الانقسامات داخل ليبيا
في قراءته الأولية للأحداث الجارية في العاصمة طرابلس، صرّح جدو فؤاد، الأستاذ والباحث في قسم العلوم السياسية والإعلام بجامعة بسكرة بأن "هذه الصراعات مرتبطة بالأساس بخلافات حول إدارة المؤسسات بين الحكومة الوطنية في طرابلس وما يسمى بجهاز دعم الاستقرار. إلا أن جوهر الخلاف يكمن في الانقسامات داخل ليبيا بين الشرق والغرب حول إدارة المؤسسات الكبرى التي تتحكم في مسارات حيوية".
لكن ما يثير القلق في ليبيا اليوم هو احتمال خروج الأمور عن السيطرة وانزلاقها في براثن الصراعات القبلية. وفي هذه الحالة، يرى المحلل السياسي أن "الصراع المسلح قد يتسع نطاقه إذا لم يُكبح بسرعة". وهناك مؤشرات عديدة تُغذي هذا السيناريو، بحسب المحلل السياسي.
الاشتباكات في طرابلس تعكس تفاقم الانقسام السياسي في ليبيا، خاصة بين الشرق والغرب، وسط تدخلات أجنبية مستمرة. مقتل الككلي يزيد المخاوف من تصاعد العنف وانزلاق البلاد نحو صراع أوسع.
ردحذف