الأحد، 16 نوفمبر 2025

ليبيا تعلن اكتشافات نفطية كبرى تعزز إنتاجها وتجذب الاستثمارات العالمية


النفظ والغاز في ليبيا

ليبيا تعلن اكتشافات نفطية كبرى تعزز إنتاجها وتجذب الاستثمارات العالمية

شهدت ليبيا خلال العام الجاري طفرة استكشافية غير مسبوقة في قطاع النفط والغاز، تمثلت في سلسلة اكتشافات هائلة تعيد تعريف خريطة الطاقة الليبية وتفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي، في وقت تسعى فيه البلاد لتعزيز إنتاجها واستعادة مكانتها كأحد أهم اللاعبين في سوق الطاقة العالمي.

طفرة استكشافية تعيد إحياء قطاع الطاقة الليبي

تشير البيانات الصادرة عن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إلى تحقيق سبعة اكتشافات نفطية وغازية جديدة خلال عام 2025، توزعت بين أحواض سرت وغدامس والجبل، وبإجمالي احتياطيات تقدر بأكثر من 168 مليون برميل من النفط وما يزيد عن 66 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

وتمثل هذه الاكتشافات علامة فارقة في مسيرة صناعة الطاقة الليبية، التي عانت لسنوات من التراجع بسبب الظروف السياسية والأمنية، حيث تظهر الأرقام الجديدة إمكانات هائلة لم تكن متوقعة، وتؤكد على عودة الشركات العالمية للاستثمار في القطاع النفطي الليبي.

تعاون دولي واستثمارات ضخمة تدعم الطفرة النفطية

شهدت الاكتشافات الجديدة مشاركة فعالة من قبل شركات طاقة عالمية مرموقة، حيث قادت شركة الخليج العربي للنفط الجهود الاستكشافية بثلاثة اكتشافات رئيسية، بينما ساهمت شركة “أو إم في” النمساوية وشركة سرت وشركة سوناطراك الجزائرية باكتشافات متفرقة أخرى.

ويبرز هذا التعاون الدولي الثقة المتجددة في القطاع النفطي الليبي، حيث استقطبت البلاد استثمارات تقدر بمليارات الدولارات في عمليات التنقيب والاستكشاف، مما يعكس تحسناً ملحوظاً في البيئة الاستثمارية والظروف الأمنية المرتبطة بقطاع الطاقة.

تأثير الاكتشافات على الإنتاج والمستهدفات المستقبلية

تشير التقديرات الفنية إلى أن الاكتشافات الجديدة ستسهم في رفع إنتاج ليبيا النفطي بمعدلات تتراوح بين 15 إلى 20 ألف برميل يومياً خلال العام المقبل، مع توقع زيادة هذه الأرقام بشكل تدريجي مع دخول الآبار مرحلة الإنتاج الكامل.
وتمثل هذه الزيادة دفعة قوية لخطط ليبيا الطموحة لرفع إنتاجها النفطي إلى مليوني برميل يومياً بحلول عام 2030، حيث تسجل البلاد حالياً معدلات إنتاج بلغت 1.296 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

تحديات وفرص في أفق الصناعة النفطية

رغم التفاؤل الكبير الذي تثيره الاكتشافات الجديدة، إلا أن الخبراء يشيرون إلى وجود تحديات عدة تواجه القطاع النفطي الليبي، أبرزها الحاجة إلى بنية تحتية متطورة، واستقرار سياسي، وتحديث الأنظمة التشريعية المنظمة للقطاع.

كما تواجه ليبيا منافسة شديدة من منتجين نفطيين آخرين في أفريقيا، مثل نيجيريا والأنغولا، مما يتطلب تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للحفاظ على حصصها السوقية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

آفاق مستقبلية واعدة لاقتصاد ليبيا

يعول الاقتصاديون على هذه الاكتشافات النفطية في دعم الاقتصاد الليبي وتعزيز موازنته العامة، حيث من المتوقع أن تسهم العائدات الإضافية في تمويل مشاريع التنمية وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الاكتشافات الجديدة قد تضيف ما بين 3 إلى 4 مليارات دولار سنوياً لإيرادات ليبيا من النفط، مما سيسهم في تخفيف العبء عن الموازنة العامة وتمويل المشاريع التنموية في مختلف القطاعات.

رؤية استراتيجية لتعظيم الاستفادة من الثروة النفطية

تعمل المؤسسة الوطنية للنفط على تطوير رؤية استراتيجية شاملة لتعظيم الاستفادة من الاكتشافات الجديدة، تشمل تحديث البنية التحتية، وتعزيز القدرات التقنية للكوادر الوطنية، وبناء شراكات استراتيجية مع شركات الطاقة العالمية.

كما تهدف هذه الرؤية إلى تحقيق التكامل بين مختلف مراحل الصناعة النفطية، من الاستكشاف إلى الإنتاج والتكرير والتسويق، لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الثروة النفطية الليبية.

0 Comments: