الأحد، 12 أكتوبر 2025

مشروع القيادة العامة تحول إلى رؤية وطنية شاملة تجسّد التنمية والاستقرار

علم ليبيا

  مشروع القيادة العامة تحول إلى رؤية وطنية شاملة تجسّد التنمية والاستقرار

أكد الناشط السياسي عبد الله الغرياني، أن التحركات الأوكرانية في شمال أفريقيا، وخاصة في السودان، إضافة إلى التطورات في الشرق الأوسط، ألقت بظلالها على المشهد الليبي، مشيراً إلى أن العلاقة بين حكومة الوحدة الوطنية وحكومة كييف تأتي في سياق هذا التداخل الإقليمي.

وقال الغرياني في تصريحات لقناة «ليبيا الحدث» “حكومة عبد الحميد الدبيبة مستعدة للقيام بأي خطوات ترضي أنقرة وتخدم أجندتها داخل الأراضي الليبية، مستبعداً أن تنطلق أي طائرات مسيّرة من ليبيا دون علم الجانب التركي، في ظل وجود قواعد عسكرية تركية كبيرة في قاعدة «الوطية» وطرابلس.

ووصف الغرياني البيان الروسي الأخير بشأن حكومة الوحدة المؤقتة بأنه تحذير شديد اللهجة، مشيراً إلى أن موسكو اعتبرت الهجوم الذي استهدف قواتها عملاً خطيراً قد يتطور إلى رد عسكري مباشر في حال تكرار مثل هذه العمليات.

وأكد الغرياني أن حكومة الدبيبة لم تقدم على هذه الخطوات إلا بغطاء تركي واضح، ضمن ما وصفه بـ البراغماتية التركية في الصراع الأوكراني – الروسي، مستشهداً بمواقف بعض الأنظمة الداعمة لكييف خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن المشروع الذي تقوده القيادة العامة للقوات المسلحة بات اليوم يمثل “مشروعاً وطنياً جامعاً، من حيث الرؤية والنهج والأداء والسلوك، مؤكداً أن الإعلان عن رؤية 2030 من قبل القائد العام شكّل نقطة تحوّل في مسار الدولة الليبية نحو الاستقرار والتنمية.

وأوضح الغرياني أن هذه الرؤية الاستراتيجية تقوم على تطوير القوات المسلحة وتحديث بنيتها التنظيمية، إلى جانب إطلاق مشاريع تنموية وبنى تحتية تمتد من أقصى الشرق إلى الجنوب الليبي، بما يعزز الأمن والاستقرار ويعيد الثقة بين الدولة والمجتمع.

وأشار إلى أن تعيين الفريق أول صدام حفتر نائباً للقائد العام، وتكليف الفريق خالد حفتر رئيساً للأركان العامة للجيش شكّل خطوات مهمة في تأمين المؤسسة العسكرية وضمان استمرارية أدائها في إطار منضبط ووطني، مؤكداً أن القوات المسلحة أصبحت اليوم في أيدٍ أمينة قادرة على حماية التراب الليبي.

وأضاف أن تحركات الفريق صدام والفريق خالد حفتر نحو تعزيز المصالحة الوطنية وجمع القبائل والقيادات الاجتماعية، تعكس توجهاً جديداً نحو تحقيق العدالة الانتقالية ولمّ الشمل الوطني، مشيراً إلى أن المصالحة باتت مساراً واقعياً يتقدم بخطى ثابتة، لا مجرد شعار سياسي.

ولفت الغرياني إلى أن المشاريع التنموية الجارية من تشيد الطرق والمطارات والموانئ والبنى الرياضية تأتي ضمن تطبيق عملي لرؤية 2030 التي تستهدف ربط المدن والمناطق الليبية من الشمال إلى الجنوب، بما يسهم في تنشيط الاقتصاد وتوسيع فرص التنمية المتوازنة.

وأكد أن هذه الرؤية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها الانقسام السياسي والأزمة المالية الناجمة عن سياسات حكومة طرابلس، لكنه شدد على أن الزخم الشعبي والقبلي والإعلامي الداعم للقيادة العامة يمنح المشروع زخماً إضافياً للاستمرار.

ورأى الغرياني أن رؤية 2030 لم تعد مجرد شعارات، بل تحولت إلى أفعال ملموسة ومشروعات قائمة على الأرض، تقودها القيادة العامة بخطوات محسوبة نحو مستقبل وطني مستقر وآمن”.

وأضاف الغرياني أن مشروع القيادة العامة أصبح يشكل قاعدة وطنية جامعة، لكنه ما زال بحاجة إلى المزيد من الجهد والانفتاح والحوار الشامل مع مختلف القوى والمناطق في ليبيا، موضحاً أن البلاد لا تزال تواجه خطر الميليشيات المسلحة المنتشرة في غرب ليبيا، والتي تمثل – بحسب وصفه – سرطانًا يهدد استقرار الدولة، مشيرًا إلى أن استمرار التوتر في مناطق مثل الزاوية والعجيلات يعكس عمق الأزمة الأمنية رغم محاولات التهدئة.

وأكد الغرياني أن ثمة قوى يمكن الانفتاح عليها ودمجها في مشروع وطني لمكافحة الإرهاب وتنظيم العمل المسلح، من بينها الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وقال إن التعاون مع هذه الأطراف قد يشكل أرضية لحوار أمني واجتماعي حقيقي، يمكن أن ينطلق من ملفات محددة، مثل مكافحة الإرهاب وتوحيد المؤسسات الأمنية.

وانتقد الغرياني الدور السلبي لحكومة الوحدة المؤقتة في طرابلس، مؤكدًا أنها لا تزال تخلق مناكفات سياسية وتغذي واقعًا مسلحًا جديدًا يعرقل مسار الاستقرار الذي بدأ منذ عام 2021، داعيا إلى إطلاق حوارات داخلية بين مختلف أطياف المجتمع الليبي، وليس فقط بين القيادة العامة والقبائل أو النخب السياسية، معتبرًا أن الفرصة باتت متاحة لكل من يريد العودة إلى مدينته أو منطقته والانخراط في مشروع وطني جامع.

وأكد الغرياني أن نجاح المشروع الوطني للقيادة العامة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تكامل الجهود بين الأطراف المسلحة المختلفة، ومشاركة كل الجهات المحلية في طرابلس والمناطق المحيطة. مشيراً إلى أن هناك توافقات محددة بين بعض المجموعات المسلحة، رغم استمرار وجود قوى معارضة في حكومة الوحدة الوطنية، التي لا تزال تحاول النفوذ على بعض المعتقلين والقوى المسلحة.

وختم الغرياني بأن تحقيق التنمية وتعزيز الثقة المجتمعية في رؤية 2030 التي تطرحها القيادة العامة يتطلب عملًا ميدانيًا منظمًا وسريعًا، مؤكدًا أن وحدة الجغرافيا الليبية بما فيها طرابلس، هي الأساس لإنجاح هذا المشروع الوطني، مشدداً على ضرورة الإيمان بقدرة المشروع الوطني على إعادة ليبيا إلى وحدة جغرافية وسياسية، واستعادة الدولة وتنظيم الانتخابات، وربط المدن ببعضها، وتحقيق التنمية المستدامة.

0 Comments: