عمالقة ليبيا جاهزون للمشاركة ببطولة أفريقيا لكرة السلة «أفروباسكيت»
تتسارع وتيرة استعدادات المنتخب الليبي الأول لكرة السلة خلال معسكره الخارجي، المقام حاليا في رواندا، تمهيدا للمشاركة في بطولة أمم أفريقيا لكرة السلة «أفروباسكيت»، التي ستقام في أنغولا خلال الفترة من 12 إلى 24 أغسطس الحالي بمشاركة 16 منتخبا، هي: ليبيا وأنغولا وتونس وكوت ديفوار والسنغال وجنوب السودان ومصر ونيجيريا وكاب دي فيردي والكاميرون والكونغو الديمقراطية وغينيا ومالي وأوغندا وبواندا ومدغشقر.
وتعد مشاركة المنتخب الليبي في بطولة أمم أفريقيا لكرة السلة «أفروباسكيت» حدثا مهما وتاريخيا، إذ إنها تأتي لتكسر سلسلة طويلة من الغياب عن الحدث الأهم والأبرز في كرة السلة الأفريقية، حيث تعود آخر مشاركة لليبيا في البطولة الأفريقية إلى عام 2009، أي قبل 16 عاما، لذلك يسعى المنتخب الليبي إلى تقديم أفضل مستوياته في البطولة، ليعيد كرة السلة الليبية إلى الواجهة الأفريقية من جديد، مستفيدا من وجود قاعدة مميزة من اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم في مختلف المناسبات، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.
مجموعة صعبة للمنتخب الليبي
أوقعت القرعة، التي أُجريت خلال شهر مايو الماضي، المنتخب الليبي لكرة السلة في المجموعة الثالثة، التي تضم أيضا منتخبات: أنغولا وجنوب السودان وغينيا، وهي مجموعة بالغة الصعوبة.ويستهل «فرسان المتوسط» رحلتهم في بطولة أمم أفريقيا لكرة السلة «أفروباسكيت» بمواجهة منتخب أنغولا، صاحب الأرض والجمهور، في يوم الافتتاح. وفي يوم 14 أغسطس، يلتقي منتخب جنوب السودان، قبل أن يختتم المنتخب الليبي رحلته في دور المجموعات بمواجهة منتخب غينيا يوم 16 أغسطس. أما عن بقية المجموعات، فقد أسفر القرعة عن وجود منتخبات كوت ديفوار والكونغو الديمقراطية وكاب فيردي ورواندا في المجموعة الأولى، بينما ضمت المجموعة الثانية منتخبات تونس ومدغشقر ونيجيريا والكاميرون، والمجموعة الرابعة منتخبات السنغال ومالي ومصر وأوغندا.
وتكمن صعوبة المجموعة في أن المنتخب الليبي سيتعين عليه مواجهة منتخب جنوب السودان الذي يتصدر ترتيب منتخبات القارة الأفريقية بوصفه المنتخب الأقوى خلال الفترة الحالية، ويتمتع بوجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين في أندية عالمية، ما يمنحه ميزة كبيرة. غير أن المنتخب الليبي يضم في المقابل لاعبين كبارا خاضوا عديد البطولات الدولية، وسبق لهم مواجهة منتخبات قوية، واكتسبوا خبرات كبيرة، ما يجعله منتخبا وازنا، يحسب له ألف حساب، لأنه من بين المرشحين للمنافسة على اللقب.
وسيكون على منتخب ليبيا مواجهة منتخب أنغولا الذي سيحظى بميزة اللعب على أرضه وبين جماهيره. كما أنه المنتخب الأكثر تتويجا بلقب البطولة، لسابق فوزه بها 11 مرة. ولا تتوقف ميزة المنتخب الأنغولي عند تمتعه بمساندة الجمهور وحسب، بل إن لاعبي الفريق الأنغولي يتمتعون بلياقة بدنية عالية وتكتيك منظم والقوة والاختراق والهجوم السريع المبني على التحولات السريعة من الدفاع للهجوم. ويفضل لاعبو أنغولا اللعب والتصويب من خارج دائرة النقاط الثلاث، مع القدرة على الاختراق من تحت السلة.
كما يتميز الفريق الأنغولي بالقوة الدفاعية الكبيرة، مع تشكيل ضغط بدني كبير على المنافس، ما يضع على المنتخب الليبي عبء البحث عن الطريقة المناسبة لمواجهته. واستعدادا للبطولة، تعاقد الاتحاد الليبي لكرة السلة مع المدير الفني الأميركي سام فينسنت، الذي سيتحمل مسؤولية قيادة «فرسان المتوسط» في البطولة عقب رحيل المدير الفني اللبناني فؤاد أبوشقرا، الذي نجح في قيادة المنتخب خلال الفترة الماضية للتأهل إلى «أفروباسكيت» بعد غياب طويل.
استعدادات المنتخب الليبي
لتحقيق مشاركة مميزة والمنافسة على اللقب الأفريقي، استعد المنتخب الليبي الأول لكرة السلة جيدا للبطولة من خلال معسكر في العاصمة طرابلس، تبعه السفر إلى رواندا، لاستكمال استعداداته بها، وسيواجه منتخبها في مباراتين وديتين، تمثلان اختبارا جيدا وحقيقيا لقدرات الفريق قبل الدخول في المعترك القاري أمام أفضل الفرق في القارة الأفريقية.وقد خاض المنتخب بالفعل مباراته الأولى، التي انتهت بفوز منتخب رواندا بنتيجة 71-65، لكن لم يهتم الجهاز الفني كثيرا بنتيجتها، بل بمستوى الفريق، ومدى تطور اللاعبين، وقدرتهم على التكيف مع متغيرات المباراة، وتنويع التكتيكات وتصحيح الأخطاء.
وجاء اختيار رواندا لإقامة المعسكر الخارجي الأخير للمنتخب استنادا لما تتمتع به من بنية تحتية رياضية عالمية المستوى، في مقدمتها قاعة «بي كيه أرينا» التي تعد درة التاج في البنية التحتية الرياضية الرواندية، إذ إنها قاعة رياضية حديثة ومغطاة، وتتسع لأكثر من عشرة آلاف متفرج، ومجهزة بأحدث التقنيات. وقد استضافت هذه القاعة عديد البطولات الكبرى، مثل نهائيات دوري كرة السلة الأفريقي «BAL»، وبطولة أمم أفريقيا للكبار «أفروباسكيت»، وبطولة أفريقيا للناشئين، ما يعني أن مرافقها، من أرضيات ومعدات تدريب وغرف تبديل ملابس، على أعلى مستوى عالمي. كما أن التدريب في الأجواء نفسها التي تقام فيها البطولات الكبرى يمنح اللاعبين أفضلية نفسية وفنية.
وتتمتع رواندا أيضا بوجود ملاعب تدريب إضافية إلى جانب القاعة الرئيسة، وتوجد في العاصمة كيغالي ملاعب تدريب إضافية، وصالات رياضية مجهزة بشكل جيد، تتيح للفرق تنفيذ برامجها التدريبية بسهولة.
ومن بين أسباب اختيار رواندا لإقامة المعسكر هو التدريب على الارتفاعات الشاهقة، حيث تقع مدينة كيغالي على ارتفاع يتراوح بين 1.300 و1.600 متر فوق سطح البحر، والتدريب في المرتفعات يجبر الجسم على التكيف مع انخفاض نسبة الأكسجين، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتحسين قدرة الجسم على نقل الأكسجين إلى العضلات. وعند العودة للمنافسة في الأماكن المنخفضة، يشعر اللاعبون بزيادة ملحوظة في اللياقة البدنية، والقدرة على التحمل، وتقليل الشعور بالإرهاق.
كما تتمتع كيغالي بمناخ استوائي معتدل بسبب ارتفاعها، وتكون درجات الحرارة فيها مستقرة ومريحة طوال العام، ما يسمح للفرق بالتدريب في الهواء الطلق أو داخل الصالات من دون التأثر بالحرارة الشديدة أو البرودة القارسة، وهذا الاستقرار يضمن عدم تعطل البرامج التدريبية بسبب الظروف الجوية.
وبجانب هذا كله، تشتهر كيغالي بأنها واحدة من أنظف المدن وأكثرها أمانًا وتنظيمًا في أفريقيا، وهذا يوفر بيئة مثالية تساعد اللاعبين على التركيز بشكل كامل على التدريب بعيدًا عن المشتتات والضغوط، حيث إن الهدوء والنظام يسهمان في الاستشفاء الذهني والبدني للاعبين.
ولدى رواندا خبرة كبيرة في استضافة الفرق الدولية بسبب استضافتها المتكررة للأحداث الرياضية والقارية، وتجيد التعامل مع الفرق الدولية، وتوفير كل احتياجاتها اللوجستية، من إقامة فندقية عالية الجودة، ووسائل نقل مريحة، وخدمات طبية متوافرة، ما يسهل على إدارة الفرق تنظيم معسكراتها دون عوائق. بهذا تمنح إقامة معسكر في كيغالي أي فريق رياضي مزيجا رائعا من المرافق الحديثة، والميزة الفسيولوجية للتدريب على المرتفعات، والمناخ الممتاز، والبيئة المنظمة التي تساعد على تحقيق أقصى استفادة فنية وبدنية قبل الدخول في المنافسات الرسمية.
الاتحاد الدولي يحتفي بالمشاركة الليبية
سلط الاتحاد الدولي لكرة السلة «فيبا»، الضوء على مشاركة منتخب ليبيا للمرة الأولى منذ العام 2009 في بطولة أفريقيا لكرة السلة «أفروباسكيت»، وقال إن ليبيا أثبتت خلال التصفيات أنها تنتمي إلى نخبة القارة في اللعبة. ونشر الاتحاد عبر موقعه الرسمي نبذة عن المنتخب الليبي، ومشواره في تصفيات أفريقيا، لافتا إلى أن منتخب ليبيا أعاد كتابة التاريخ للبطولة الأهم في الاتحاد الأفريقي لكرة السلة. وأوضح «فيبا» أن المنتخب الليبي لكرة السلة يحتل المركز السادس عشر في أفريقيا، والمركز الـ94 عالميا، وبدأ رحلته إلى بطولة «أنغولا 2025» بالفوز على المغرب في سلسلة التصفيات التمهيدية، ثم أعلن الليبيون نياتهم في التصفيات بالفوز على نيجيريا 89-92 بعد التمديد في الجولة الأولى من التصفيات في المنستير بتونس في فبراير 2024.
وبفضل نتائجها في تونس، نجحت ليبيا في التقدم بطلب استضافة الجولة الثانية من المجموعتين الثانية والخامسة في فبراير من هذا العام. وخسر منتخب ليبيا أمام نيجيريا 75-70 في المباراة الافتتاحية للدور الثاني، لكنه تغلب على كاب فيردي 82-80 وأوغندا 69-66، ليختتم مشواره في التصفيات بنتيجة 4-2، ويتأهل لبطولة أفريقيا أنجولا 2025 . كما سلط الاتحاد الدولي لكرة السلة الضوء على طاقم التدريب الليبي بقيادة سام فينسنت، الذي حل محل فؤاد أبو شقرا الذي قاد الفريق طوال التصفيات، وساعد أهلي طرابلس على الفوز بلقب دوري أفريقيا لكرة السلة 2025.
ولم يفت الاتحاد الدولي لكرة السلة التعريف بنجوم المنتخب الليبي، مشيدا بأدوار كل من: محمد الساعدي ونسيم بدروش ووجدي ضو، الذين لعبوا دورا محوريا في تأهل ليبيا إلى بطولة «أفروباسكت 2025». وقال إن محمد الساعدي يُعرف بأدواره المتعددة، ودخل التاريخ بكونه أول لاعب يُحقق ثلاثية مزدوجة في تصفيات بطولة «أفروباسكيت»، متذكرا المباراة الافتتاحية لليبيا في التصفيات، حيث أنهى الساعدي المباراة برصيد 24 نقطة و12 تمريرة حاسمة وعشر متابعات، وكان على بُعد متابعة واحدة فقط من تحقيق رباعية مزدوجة. أما نسيم بادروش فهو طبيب أسنان من حيث المهنة، بينما يستخدم براعته في التصويب لتعزيز هجوم فريقه.
واستهلت ليبيا، مستضيفة بطولة «أفروباسكت 2009» التابعة للاتحاد الدولي لكرة السلة، مشوارها بفوز على جنوب أفريقيا بنتيجة 88-72، لكن ثلاث هزائم متتالية أمام كوت ديفوار وأنغولا، اللتين وصلتا إلى النهائي، وأخرى أمام نيجيريا، قوضت فرصها، واحتلت المركز الحادي عشر. وقبل بطولة 2009، شاركت ليبيا في النهائيات أعوام 1965 و1970 و1978.
وفي ختام تقريره عن المنتخب الليبي، حذر الاتحاد الدولي خصوم منتخب ليبيا من قوته، مؤكدا أنه لا يمكن الاستهانة به، وإلا فإنهم يخاطرون بدفع ثمن باهظ.
0 Comments: