التحرش الجنسي هو قضية هامة للغاية يجب أن يهتم بها جميع الآباء، ولا أحد ينكر أن تربية الأطفال تحتاج للكثير من الجهد والمشاركة، ولكن جزء كبير من آمان أطفالنا يجب أن يأتي من داخل المنزل، لذلك سنتحدث من القلب معكم عن قضية من أهم القضايا التربوية التي يمكن أن تواجههكم، وهي التحرش الجنسي بالأطفال، وسنزودكم بكل المعلومات والتوجيهات التي تحتاجونها للتعامل مع تلك القضية أو لتجنب حدوثها من الأساس.
ما هو التحرش الجنسي بالأطفال؟ التحرش الجنسي بالأطفال هو إجبار الطفل على المشاركة في أي نشاط أو فعل جنسي مع شخص بالغ أو أكبر منه في العمر. ولا يقتصر التحرش الجنسي على لمس الطفل فقط، ولكن توجد صور أخرى يتم تصنيفها كتحرش لابد من معرفتها، وقد تشمل تلك الصور ما يلي: إظهار الشخص البالغ أعضاؤه الجنسية أمام طفل. لمس الشخص البالغ للطفل بطريقة تحمل أي إيحاءات جنسية (سواء وهو بملابسه أو من غيرها). الاستمناء أمام الطفل أو إجبار الطفل على الاستمناء. مشاركة أي مواد إباحية مع الطفل أو إجبار الطفل على المشاركة في صنع مواد إباحية.
ووفقاً للإحصائيات الرسمية لوزراة العدل الأمريكية ولمنظمة الـ UNICEF فإن 67% من ضحايا الاعتداء الجنسي “الذي تم الإبلاع عنهم” هم من الأطفال أقل من 18 عاماً، وحوالي 34% أقل من 12 عاماً، وواحد من كل سبعة من الضحايا يكون عمره أقل من 6 سنوات.
علامات تعرض الطفل للتحرش الجنسي
1- علامات جسدية: يجب الانتباه بشدة للعلامات التالية: وجود إفرازات غير معتادة من القضيب عند الأولاد أو من المهبل عند الفتيات. الشكوى من وجود ألم في منطقة الأعضاء التناسلية. وجود كدمات على الجسم أو جروح أو أي آثار لا يمكن تفسيرها أو ليس لها سبب واضح. التبول اللإرادي أو مواجهة صعوبة في التبول
2- علامات سلوكية: يمكن أن تساعد العلامات السلوكية بنسبة أكبر مقارنة بالعلامات الجسدية في تحديد هل الطفل تعرض للتحرش أم لا، لذلك يجب الانتباه للتالي: يمكن أن يُصبح الطفل عدواني أو منعزل ولا يشارك في أي أنشطة معتادة. يعاني الطفل من صعوبات أثناء النوم، ويمكن أن يتعرض لكوابيس، أو يتبول أثناء النوم. يخاف الطفل من أشخاص معينين أو يتجنب قضاء أي وقت بمفرده معهم (احتمال كبير يكون هذا الشخص هو المتحرش). يبدأ الطفل في إظهار سلوكيات غير لائقة، فيمكن أن يتصرف بطريقة تحمل بعض الإيحاءات الجنسية أو يستخدم مصطلحات جنسية صريحة (من المحتمل معرفته لهذه المصطلحات من المتحرش). قد يواجه الطفل مشاكل في المدرسة، فيبدأ في مواجهة صعوبة في التركيز أو التعلم، وقد تلاحظ انخفاض في درجاته، مقارنة بوقت سابق. يمكن أن يعطي طفلك إذا كان يتعرض للتحرش بعض الدلائل بشكل غير مباشر، ولكن تذكروا أنه في معظم الحالات لن يخبرك الطفل بشكل مباشر أنه تعرض للتحرش.
كونوا جزءاً من حياة أطفالكم لتجنب تعرضهم للتحرش بالاهتمام والمشاركة في حياة الطفل يمكن أن يساعدكم في ملاحظة أي علامات قد تدل على حدوث أي تحرش أو أذى، ويمكنكم أن تكونوا جزء من حياتهم بالطرق التالية: اهتموا أكثر بحياتهم اليومية، ماذا فعلوا أثناء اليوم؟ مع من لعبوا؟ ماذا فعلوا بعد المدرسة؟ وهكذا .. تعرفوا على الأشخاص الموجودين بحياتهم، فاعرفوا مع من يقضون أوقاتهم، سواء كانوا أطفال صغار أو بالغين. واسألوهم عن أصدقائهم وحتى عن آباء أصدقائهم وعن المدربين والمدرسين وجميع الأشخاص الذين قد يتعاملون معهم أثناء يومهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق