انشغال تركيا بفتح جبهة توسع لنفوذها في الصراع العسكري الدائر بين أذربيجان وأرمينيا لا يدفعها إلى التراجع عن طموحاتها التوسعية في ليبيا وخصوصًا مع ظهور بوادر حوار وحلول سلمية بين أطراف النزاع الداخلي الليبي ونستبعد ذلك من الجانب التركي.. لسبب بسيط.. وهو أن أنقرة في ظل حكومة اردوغان لديها طموحات عودة (الخلافة العثمانية) القديمة والتوسع على حساب أراضي الدول الأخرى, سواء العربية أو الأوروبية, أو في اسيا الوسطى..
وتركيا من منظور الواقع الفعلي لم تنسحب من أي أرض عربية احتلتها عسكريًّا.. مازالت تحتل أراضي في العراق.. ومازالت تحتل مساحات شاسعة في شمال سوريا ولن تنسحب منها, بل تمارس تغييرا ديمغرافيا وسط السكان السوريين هناك, ونشر المناهج واللغة التركية في المدارس, وتفرض على السكان التعامل بالليرة التركية! وتغرق الأسواق بالسلع والمنتجات التركية.. وتتطلع (أنقرة) إلى توسيع نفوذها وإقامة قواعد عسكرية لها في اليمن والصومال ومناطق إفريقية أخرى.. ونفوذها العسكري والسياسي في (قطر) يتم بمباركة الحكومة القطرية نفسها التي دخلت في تحالف (قطري - تركي - إيراني) ضد دول مجلس التعاون الخليجي..
على ضوء هذه الحقائق لا يمكن المراهنة على انسحاب للنفوذ التركي من ليبيا بسبب انشغالها بالنزاع العسكري الأذربيجاني - الأرميني ودعم تركيا بشكل قويّ أذربيجان في الصراع على إقليم (ناغورني قره باغ).. وقد لاحظنا انزعاج أردوجان من إعلان السراج نية الاستقالة من الحكومة في شهر أكتوبر الجاري! بل صرح أيضا بأن «تركيا لن تتخلى عن ليبيا حتى في حالة استقالة السراج»!..
لوجستيًّا تركيا تستخدم الأراضي الليبية كمستودع بشري ضخم لتجميع المرتزقة السوريين ومقاتلين من جنسيات أخرى, وتجنيدهم للقتال في مواقع مختلفة من العالم لصالح النفوذ التركي هناك.. استخدمتهم في سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي قطر.. وتستخدمهم الآن في أذربيجان ضد أرمينيا, حيث وصل عدد المرتزقة السوريين إلى 850 مرتزقا.. وهناك من قال إنهم تجاوزوا الألف مرتزق سوري من أصول تركمانية يقاتلون إلى جانب الجيش الأذربيجاني هناك.
0 Comments: