الخميس، 17 نوفمبر 2022

الصحة النفسية للطفل: أهميتها ، وطرق الاهتمام بها

 
أشخاص

أهمية الصحة النفسية عند الطفل:

يركِّز الآباء والأمهات انتباههم على صحة طفلهم الجسدية، كالطعام والشراب والثياب الجديدة والنوم الهانئ، ولا يعطون الاهتمام نفسه لصحته النفسية

الصحة النفسية للطفل جزء أساسي من الصَّحة العامة، ولها علاقة كبيرة مع الصحة البدنيَّة، وتسهم في نجاحه في المدرسة أو العمل أو المجتمع؛ فالأطفال الذين يعانون من مشكلات في الصحة النفسية سيواجهون صعوبة في التأقلم مع الأوضاع المختلفة التي تمرُّ بهم.

تكون الاحتياجات النفسية للطفل أكثر صعوبة وأقل وضوحاً بالنسبة إلى الأهالي خصوصاً بالنسبة إلى الأب الذي يعمل لساعاتٍ متأخرة من اليوم ولا يحظى بوقتٍ كافٍ لرؤية أطفاله، نضيف إلى ذلك إن كانت الأم عاملة أيضاً، فقد تُوكل مهام رعاية أطفالها لمن يستطيع مساعدتها، فهذه الأمور تؤثر في إمكانية حصول الطفل على احتياجاته العاطفية من أبويه.

إن تمتع الطفل بصحة نفسية جيدة يمكنه من:

1- التفكير تفكيراً سليماً.
2- تعلُّم مهارات جديدة.
3- بناء ثقته بنفسه.
4- بناء علاقات اجتماعية جيدة مع محيطه.
5- يقلِّل من تعرضه لاضطراباتٍ تؤثر في صحته ومستقبله.
6- بناء شخصيته بناءً صحيحاً.
7- الحفاظ على صحته البدنية.

طرائق الاهتمام بالصحة النفسية للطفل:

هناك طرائق عدة منها:

1. علاقة جيدة مع الطفل:

أهم طريقة للاهتمام بصحة الطفل النفسية هي الاستماع له باهتمامٍ ومحاولة استكشاف مشاعره ومعرفة أفكاره، فذلك يبني معه علاقة قويةً تجعله قادراً على تجاوز أي مشكلة نفسية يمكن أن يتعرَّض لها.

2. الاستقرار النفسي العائلي:

تشكِّل العائلة البيئة الأهم في تكوين شخصية الطفل وبناء قدراته لذلك لابدَّ من وجود جوٍ مستقرٍ يوفِّره الأب والأم في المنزل، ويساعد على تكوين صورة ذاتيَّة مستقرة لدى الطفل، خصوصاً من عمر سنة حتى خمس سنوات؛ حيث تبدأ شخصيته بالتكوُّن، فالتفاؤل والابتسام داخل المنزل لهما تأثير كبير في نفسية الطفل.

3. اللَّعب:

للعب دور هام جداً في تنمية قدرات الطفل الذهنية والذاتية، كما يعدُّ وسيلة تعليمية نتمكن من خلالها تعليمه المبادئ الحياتية الهامة، كاللعب مع الجماعة وتكوين الأصدقاء، وتحفيزه على التفكير من خلال بعض الألعاب، كالألغاز والأحاجي، أو تعليمه الكرة أو التنس.

4. منحه الخصوصية وحرية التعبير:

يجب ألا تكون آراء الطفل مرتبطة بآراء مَن حوله؛ حيث من الضروري أن يقوم بما يحب القيام به دون إجبار أو إكراه، ليحظى فيما بعد بشخصية مستقلة، ويكتسب ثقة بنفسه ويستطيع التواصل مع الآخرين، ولا يجب على الوالدين كبت مشاعره وتجاهُل آرائه حتى لا يتحول إلى شخصية كتومة تسبب له اضطرابات نفسية فيما بعد.

5. عدم تعرضه للتعنيف بأنواعه:

يجب توفير أكبر قدر ممكن من الدَّعم اللفظي من قِبل الأهل وتجنُّب لفظ عبارات مثل: "أنت كسلان" و"لا تنفع في شيء"؛ لأنَّ مثل هذه العبارات ستسبب له أذىً نفسياً كبيراً طوال حياته، ومن الصعب جداً أن ينساها.

6. التعامل مع الطفل وفقاً لمبدأ الثواب والعقاب:

يساعد التعامل مع الطفل وفقاً لمبدأ الثواب والعقاب على معرفة وتقدير الأشياء الإيجابية وتجنُّب السلبية، ويعطيه القدرة على معرفة الحدود التي يجب أن يقف عندها ولا يتخطاها، وذلك من خلال عقابه عقاباً مناسباً عند الخطأ وإفهامه سبب العقاب، وبالمقابل تقديم المكافأة له عند قيامه بعمل جيدٍ؛ مما يشجعه على المثابرة في ذلك.

7. تنمية قدراته ومواهبه:

لا يجب علينا أن نجعل الطفل يقف عند أي مستوى معين في أي مهارة أو موهبة؛ بل يجب على الأهل العمل على صقلها ودعمه للمثابرة عليها؛ وذلك من خلال القيام بنشاطاتٍ تتعلق بمهاراته سواء بتنميتها فردياً أم مع مجموعة من الأطفال، فذلك يكسبه ثقةً عاليةً بنفسه.

8. التعاطي الإيجابي معه:

يعدُّ التعاطي الإيجابي مع الطفل من أهم طرائق تحسين صحته النفسيَّة؛ حيث تجعله شخصاً قادراً على تجاوز أي مشكلة تمر معه أو أي موقف سلبي يتعرَّض له؛ وذلك بسبب قدرته على النظر نظرةً إيجابيةً، ورؤية نصف الكأس الممتلئ حتى في أصعب المشكلات والصعوبات، وهذا ما يساعده على تخفيف الضغط عن نفسه.

9. اختيار مَدرسة جيدة:

يجب أن تكون المدرسة التي يتعلَّم فيها الطفل تراعي نفسيته، وقادرة على إيجاد الحلول لجميع المشكلات بطريقة صحيحة، ومؤهلة لتعليمه كيفية التواصل تواصلاً سليماً عبر تزويده بالمقدرة على المعرفة والتطور والتواصل الاجتماعي الصحيح.

10. ممارسة التمرينات الرياضية:

تساعد مشاركة الطفل في الرياضات المُنظَّمة والجماعيَّة على زيادة نشاطاته الجسمانية ومهاراته الاجتماعية؛ فهي تُفتِّح ذهنه وتطوِّر مداركه وتساعده على تنظيم وقته.

11. الاستماع لموسيقى مناسبة:

تُنمِّي الموسيقا الذكاء والإبداع عند الطفل، فهي لغته الأولى التي تحفِّز حاسة السمع لديه، كما أنَّها تُطور قدرته على الانتباه، وتشجعه على التعبير عن نفسه وتنمية قدرته على الملاحظة.

12. إتاحة الفرصة له للتَّجربة والفشل:

تساعد إتاحة الفرصة للطفل للتجربة والفشل على تعلُّمه المهارات اللازمة له لمواجهة متطلبات الحياة بالممارسة العمليَّة وليس النظرية، وهنا تتحقق متطلبات نمو الطفل العقلي والعاطفي والبدني، وكل هذا يبني شخصية سويَّة متكاملة تمكِّنه من ممارسة دوره في الحياة ممارسةً فعالةً.

13. نوعية الطعام المقدَّم للطفل:

يجب تقديم أغذية متنوعة تحتوي على جميع أنواع الفيتامينات والعناصر الضرورية لبناء جسم سليم قادر على تحمُّل مشقات الحياة والمصاعب النفسية والأزمات التي تمر عليه، والابتعاد قدر الإمكان عن الأغذية الدسمة التي تحتوي على الدهون؛ وذلك للأهمية الكبيرة للطعام على الحالة النفسية للكبار والصغار.

14. النوم نوماً كافياً:

يجب تعويد الطفل على النوم عدد ساعات كافية خلال الليل والحصول على الراحة اللازمة؛ لكي يحافظ على نشاطه خلال النهار ولما في ذلك من أهمية لتحسين مزاجه وحالته النفسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق